2 : أ قارن بين موقف بعض الشخصيات تجاه المجتمع ، مبيناً مدى اختلاف أو اتفاق المؤلفين تجاه هذه المواقف :

أولاً : في رواية نجيب محفوظ " اللص والكلاب " :

 

نأخذ شخصية بطل الرواية سعيد مهران تجاه المجتمع ، فنلاحظ أن نظرة هذا الرجل إلى المجتمع تتلخص فيما يلي :

هو ناقم على زوجته ( نبوية ) وعلى زوجها الذي تزوجها أثناء فترة سجن سعيد ، وأول شيء فكر فيه بعد خروجه من السجن ، كان الانتقام منهما ، وزاد هذا الانتقام في نفسه ، عندما قام بأول زيارة لبيتهما ، حتى يرى ابنته الطفلة ، التي لم تعرفه ، لأنها لم تره من قبل حاول بالفعل قتلهما ، لكن لسوء حظه فقد رحلا من البيت الذي زارهما فيه ، وسكنت محلهما أسرة جديدة ، وعندما ذهب سعيد بقصد قتل عليش زوج نبوية امرأة سعيد السابقة ، ظن أن الرجل الذي أطل عليه من وراء زجاج البيت عليش ، فأطلق عليه النار ، لكنه اكتشف أنه قتل رجلاً بريئاً !

 

وعلى الرغم من قتل هذا البريء ، فقد ظل مصمماً على قتل نبوية وعليش وأصر على ذلك ، حتى انتهى أمره بالقبض عليه .

كما أن سعيد أراد أن ينتقم من الأشخاص الذين ينادون بالمبادئ الإنسانية ، ولا يلتزمون بتطبيقها . وأراد أن ينتقم منهم في شخص الصحفي رؤوف علوان ، وكذلك حاول قتله ، لكنه لم ينجح في ذلك حيث أطلق النار عليه ، لكنه أصاب أحد حراس القصر التابع له .

 

ويمكن القول أن نجيب محفوظ ، قد ركز في روايته على أن سعيد مهران بحكم الظروف التي أحاطت به ، جعل همه ينحصر في تخليص المجتمع من هؤلاء الأشخاص الذين كانوا السبب المباشر في تورط سعيد في الإجرام  والخروج على القانون ، ولو كلفه ذلك حياته ، وفعلاً فقد جعل المؤلف بقاء هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة ، تحدياً لوجود سعيد على وجه الأرض ، وأنه دفع ثمن هذا التحدي في النهاية بفقدانه حريته و بالحكم عليه بالموت في النهاية ، مقابل محاولته الخروج على القانون ، ومحاولة أخذه الحق بيده ، لا بيد العدالة .

 

 

ثانياً : من خلال رواية حنا مينة " بقايا صور " :

من خلال صورة رب الأسرة ، الوالد هو رجل فقير ، ومع فقره يحاول أن يحسن مستوى حياته وحياة أسرته إلا أنه لا يوفق في معظم الأحوال ، وقد قاده هذا الأمر إلى التفكير في الهروب من الواقع ، وهو في أحسن الأحوال " يشرب حيثما تسنى " أمكن " له ، ويسكر كلما شرب ، وينام في أي مكان ، ولو في الخمارة تاركاً نفسه ، وما معه لرحمة المارة والعابثين والمخمورين " ........ بقايا صور .

 

وهذا الأب غريب الأطوار ، عندما يصحو من سكره ، يندم أشد الندم لكنه لا يلبث أن يعيد الكرة ، ولا يتوب أبداً. وهو فوق ذلك لا يحترم الأم التي تسهر على بناتها الثلاث وابنها بل هو مستعد ليشتمها أمامهم . وكثيراً ما كانت تتنازل وتسكت حتى لا تحدث المشكلات أمام أولادها .

 

والأب لا يحسن أي حرفة ، ولكنه يحاول أن يكون مرة بائعاً متجولاً ومرة أخرى يشتغل في تصليح الأحذية ، لكنه لا يفلح في أي أمر ، ولم تكن مشكلة الخمر ، هي القضية السيئة الوحيدة في حياته ، بل كان أيضاً يسعى إلى النساء غير الطاهرات ، وامرأته المسكينة لا تستطيع أن تحرك ساكناً .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية