2 : أ قارن بين موقف بعض الشخصيات تجاه المجتمع ، مبيناً مدى اختلاف أو اتفاق المؤلفين تجاه هذه المواقف :

ثانياً : من خلال رواية حنا مينة " بقايا صور " :

 

وهو فوق هذا عمل على أن يشغل بنتاً من بناته خادمة واحدة في بيت المختار في القرية التي كانت تعيش فيها الأسرة ، ومع ذلك لم يكن يحصل من وراء شغلها على أي فائدة تساعد الأسرة على العيش في ظروفها الصعبة ، التي تصل إلى حد الجوع ، إذ كانت تشتغل بالسخرة ، مثلما كان بقية أفراد الأسرة يشتغلون في حقله ، مقابل قليل من طحين الذرة والشعير والكاز الذي يحتاجونه لإضاءة الفانوس في الليل ، وبقيت البنت تخدم في بيت المختار إلى أن حررها خالها وأعادها إلى الأسرة .

ولكن الأب الذي آثر أن ينتقل إلى قرية ( قرة آغاش) قرب الإسكندرونة جعل الابنة التي حررها خالها من بيت المختار تخدم هي وأختها الصغرى وأمها في بيت أحد الإقطاعيين في القرية ، وبالسخرة ـ بدون أجر ـ أيضاً.

 

ومعلوم أن هذا الأب ، هو في الحقيقة أبو المؤلف ـ مؤلف الرواية ـ إلا أن المؤلف رفض عرض أخته بأن تدفع له ما يريد من المال مقابل حذف صور الأب غير المشرفة من الرواية ، إلا أن حنا مينة قال لها : لو يدفع لي مال العالم مقابل أن أسكت ، فلن أسكت ليس بالنسبة لسيرة حياتي ، بل بالنسبة لما هو واقع ، لأن دور الأدب أن يستأنف ضد الواقع لا أن يتقبل الواقع ! من حوار أجراه معه د. رياض آغا على شاشة التلفزيون السوري .

 

  

4 : أ ـ المرأة والرجل :

تستطيع المرأة أن تحقق النجاح في بعض الحالات مثلها مثل الرجل ، وقد يكون نجاحها في بعض الأحيان في مجالات معينة أكثر من نجاح الرجل في هذه المجالات ، وبخاصة في مجال العناية بأولادها ، وتربيتهم بطريقة إيجابية مختلفة عن الطرق التي يلجأ إليها الأب في بعض الأحيان .

 

ولو أخذنا الوسائل التي كانت الأم تمارسها في تربية ابنها وبناتها في رواية بقايا صور للكاتب حنّا مينة ، فإننا نلاحظ أن الأم هي التي ألقت عليها الظروف الاقتصادية والاجتماعية ، مسؤولية التربية الكاملة لأفراد أسرتها ، نظراً لعدم استقرار الأب من الناحية المادية والعاطفية : فهو لا يستطيع كسب عيش الأسرة ، لأن ليس له مصدر مالي ثابت ، ولأنه منصرف إلى تحقيق نزواته ولذاته ، أكثر من انصرافه إلى تأمين العيش الملائم للأسرة ، وتربية ابنه وبناته تربية فاضلة .

 

لقد عوضت الأم أفراد أسرتها كل ما لا يستطيع الأب تقديمه ، وأول ما عوضتهم ذلك الحب والحنان والرعاية ، والسهر على صحتهم وتأمين لقمة العيش لهم ، وغمرتهم بالحب والحنان، والتوجيه الديني والخلقي السليم . لقد عملت هذه الأم العظيمة عل تأمين لقمة العيش لأبنائها ، فقد كانت تحرص على الاقتصاد في التصرف بأرغفة الخبز القليلة ، وعودت أطفالها على ذلك . وقد عودتهم على الاقتصار على وجبتين بدل ثلاث وجبات ، ودربتهم على الاستفادة من الرغيف الجاف ، عن طريق رشه بالماء ليصبح سائغاً للأكل ، كما اضطرت أن تعمل في الزراعة عند المرابين ، كي تحصل على الدقيق والزيت لتطعم أبناءها ، وأن تعمل مع الأسرة في تربية دود الحرير ، وكانت تقوم بهذه الأعمال دون أن تشعر أبناءها بأنها تسبب التعب لها . كما أنها كانت عندما تشتد حالات الجوع عند أبنائها ، لا تتوانى في أن تشتغل في حصاد القمح ، لتجمع بعض حباته لتصنع خبزاً لأولاها ، وأن تتجول ولمسافات طويلة في الحقول تجمع بعض الأعشاب التي تصلح للأكل ، لتطبخها لهم ، لتبقي عليهم أحياء .

 

لقد حملت هذه الأم مسؤولية البيت المادية، اشتغلت خادمة عند ملاكي الأرض وعند بعض الإقطاعيين، ولاقت من الذل ومن المرض ما يكفي، لكنها استمرت في تحمل المسؤولية، لم يمنعها المرض الشديد من مواصلة السهر على الأسرة وفي المقابل فقد كان الأب المسكين، لا يملك القدرة على عمل ما تقوم به الأم من الناحية الجسدية ولا العاطفية، فهو إما موجود في البيت ليشرب الخمر، أو مسافر يبحث عن تجارة لم يحصل من ورائها عل أي فائدة .

 

وعلى الرغم من كل ما صادفته الأم من متاعب وصعوبات ، إلا أنها لم تظهر لأولادها ، ما كانت تواجه من الشدائد، ولم تتمرد على الأب غير المتحمل لمسؤولياته ، بل كانت تتجنب المواقف التي كان يظهر فيها عصبياً ، وتحاول أن تبتعد عن كل ما يثيره، حفاظاً على هدوء الجو بين الأبناء في البيت .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية