للشاعرة : فدوى طوقان

 

والمقطع الثالث جاء تركيزاً وتكثيفاً لأدبيات الثورة التي يمثلها "حمزة"، فالسطران الأخيران فيه جاءا بياناً وتوكيداً للأولين، وسرعة نطق ألفاظهما، وتشديد كثير من حروفهما، وقلة حروف المد، وسكون القافية إنما هو تعبير عن القطع واليقين:

هذه الأرض امرأة

في الأخاديد وفي الأرحام سر الخصب واحد

قوة السر التي تنبت نخلاً وسنابل

تنبت الشعب المقاتل

 

في السطر الأولين من هذا المقطع صورة شعرية ، أرادت الشاعرة أن تنقلها من الشعر إلى النثر فنوعت الموسيقاً وأغفلت القافية ...

 

وعلى كل حال ، تسيطر النثرية والأسلوب الروائي الهادئ على مقدمة القصيدة ، بل يمتد هذا الأسلوب إلى بداية معظم مقاطعها ، ولكن الشاعرة تعوض هذه النثرية بالموسيقا الخارجية القوية المتمثلة في الوزن والإيقاع والقافية المتقاطعة ، ولكن لماذا تحولت الشاعرة في السطرين الأخيرين في المقطع الثاني إلى القافية المتعانقة ؟ لعل هذين البيتين بداية التصوير الشعري في القصيدة ، ولعل ذلك يتضح من خلال علاقة اللفظ وإيحاءاته فيهما بالمعنى ، فالتقلص والانكماش في أولهما ينسجم مع انكماش ألفاظه وتقلصها وخلوها من المد ، أما في الكلمة الأخيرة "وسكوت" فهو تعبير عن امتداد الحزن والصمت وشمولهما .  

 

أما المد في قول الشاعرة :

هذه الأرض سيبقى ، قلبها المغدور حياً لا يموت

فلا يخلو من إيحاء فهو في اسم الإشارة تعبير عن امتداد الوطن الفلسطيني واتساعه في النفس حتى لكأنه يشمل العالم ... وهو في الفعل "سيبقى" تعبير عن الاستمرار وعدم التناهي ، وهو في "قلبيها المغدور" تعبير عن التأوه وتمطي الحزن ، وهو في قولها "لا يموت" تعبير عن استمرار الحياة وامتدادها .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : نيسان 2003

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية