التحوير الفني وقضية الزمن في مسرحية
 – أهل الكهف

للكاتب :توفيق الحكيم

 

3. استعراض فصول المسرحية:

وبعد هذا الحوار الذي نعلم منه هذه القصة المتصلة بالماضي ، والذي نصل معها إلى الحاضر نرى الراعي ينهض ليشتري لصاحبيه بعض الطعام ، ويأخذ بعض النقود ويمضي خارج الكهف . ثم لا يلبث أن يعود ، ليخبر صاحبيه بما ينبههم الى أنهم قد لبثوا بالكهف أكثر من اليوم وبعض اليوم . فقد أخبرهما أنه رأى في الطريق صائداً فارساً فاقترب منه وطلب إليه أن يبيعه بعض صيده لقاء بعض ما معه من النقود ، ولكن الفارس نفر من منظره ، وحين رأى قطعة نقوده التي كتب عليها ضرب في عهد "دقيانوس" تعجب وسأله : هل معك من هذه النقود كثير ؟ فأخرج يمليخا كل ما معه فقال له الصياد الفارس : أين وجدته ؟ فلما سأله:  ماذا ؟ قال هذه النقود قديمة هذا كنز .

 

فخطف يمليخا منه قطعة النقود وبعد عنه . ثم لكز الفارس فرسه واختفى .. ومع ذلك الحديث أخذ الثلاثة يتنبهون إلى شعرهم الطويل وأظافرهم النامية فيقول "مشلينا" لعلنا لبثنا أسبوعاً ويقول "يمليخا" لعلنا لبثنا شهراً ، ويصر "مشلينا" برغم مقاومة "مرنوش" على الانصراف لأن ثلاثة الأيام التي كان قد تواعد مع الأميره على لقائها بعدها قد انقضت .. ولكن ضجة تسمع من خارج الكهف ، ولا تزال تقترب منه ، فيفزع الثلاثة ويعتقدون أنهم هالكون بسبب قدوم جند "دقيانوس" للقبض عليهم . ويقبل جماعة من الناس ممن علموا بشأن الكنز من الفارس ويقتربون من باب الكهف ويتدافعون اليه . وحين يقتحمه بعضهم بالمشاعل يرتد سريعاً وهو يصيح : أشباح الموتى ...

الأشباح !!

 

وفي الفصل الثاني:

نشاهد أولاً في بهو الأعمدة بقصر الملك – الأميرة "بريسكا" ابنة ملك طرسوس والتي تشبه الى حد كبير "بريسكا" ابنة "دقيانوس" ، وهي تحدث مؤدبها غالياس عن حلم رأته في منامها ، وهي أنها ستدفن حية ، وهو يتساءل : هل لحلمها علاقة بما شاع في المدينة من حديث الكنز ؟ وتسأل الأميرة مؤدبها عن الكنز فيذكرها بما قص عليها من قبل ، من أمر "دقيانوس" وابنته الأميرة التي تشبهها والتي تنبأ العراف بأنها ستكون مثلها ، كما يخبرها بأن الأميرة "بريسكا" كانت قديسة عذراء في سن الخمسين منذ ثلاثمائة عام ... ثم يدخل الملك ويسأل عن أمر هؤلاء الأشباح الذين شاع خبرهم ، وينبئه أنهم ثلاثة ومعهم كلب ، فيقول غالياس لنفسه : " نعم ثلاثة رابعهم كلب " ، ويتأكد من أنهم هؤلاء القديسون الذين كانوا قد فروا بأنفسهم في عهد دقيانوس . ويشرح أمرهم للأميرة والملك . وحين يتعجب الملك يؤكد له المؤدب إمكان ذلك بما روي في كتب الهند عن قصة شبيهة حصلت في جزر اليابان لصياد غاب أربعة قرون وهي مدة حكم واحد وثلاثين ملكاً ثم ظهر من جديد ... ويؤكد للملك والأميره أن هؤلاء قديسون وأن ظهورهم في عصر الملك معجزة ومفخرة . ثم يسمع ضجيج في الخارج ويتبعه ظهور أهل الكهف الثلاثة وقد قدم بهم رهط من الناس ، فيستقبلهم الملك على خوف ، وتفزع بريسكا وتلوذ بمربيها "غالياس" وتطلب منه ألا يتركها ، وحين تقع عين "مشلينا" على بريسكا يصيح صيحة خافته : "بريسكا" ! فترتعد وتقول لمربيها : لقد لفظ اسمي . فيجيبها : انه قديس . ثم يقول : انه ينظر الي نظرات غريبة ، وتجذب مؤدبها وتخرج معه . أما الملك فيرحب بها متجلدا ، ويستأذن "يمليخا" في الانصراف لرؤية غنمه ، ثم يستأذن "مرنوش" في الانصراف لرؤية زوجته وولده ، أما "مشلينا" فيؤثر البقاء بالقصر لأن به حبيبته "بريسكا" ويذهب به حيث يغير ملابسه ويحلق شعره ويتزين ثم يعود "مرنوش" راغباً في أخذ بعض الهدايا لزوجته وولده ويحاول الحصول على بعض المال من الملك ، لأن ما معه من مال يرجع الى عصر "دقيانوس" ، الذي ظن أنه تغير فجأة بمعجزة. كما يعود  يمليخا مضطرباً دهشاً متعجباً مما أدرك بعد مغادرته القصر. ويحس الملك والمؤدب بالخوف ويوشكان أن يتهما القديسين بالجنون ، فينصرفان ويطلب يمليخا من "مرنوش" العودة الى الكهف حيث اكتشف أنهم لبثوا في الكهف ثلاثمائة سنين . حيث علم ذلك من حديث الناس . ويكذب مرنوش الخبر ، ثم يدخل "مشلينا" بعد أن غير هيئته ويصدق ما قاله لأنه سمع ذلك من الخدم الذين عنوا بأمره..ولكنه لا يهتم بهذه السنين ما دامت "بريسكا" موجوده ، وما دام الحب يعمر قلبه . كل هذا ومرنوش يكذب ... وأخيراً يضطر الراعي "يمليخا" الى الانصراف وحده الى الكهف ، لأنه تقطعت به أسباب الحياة ولا أمل له في العيش في غير عصره ، فقد أصبح كل شيىء غريباً عليه .. ويترك هذين الصاحبين اللذين لا يزال أحدهما يرتبط بالدنيا برباط الزوجه والولد ، ويرتبط الثاني برباط الحب.

 


المادة من اعداد الأستاذ: عبد الله عزايزه , أستاذ اللغة العربية في مدرسة دبورية الثانوية

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه 

 

تاريخ التحديث : نيسان 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية