التحوير الفني وقضية الزمن في مسرحية
 – أهل الكهف

للكاتب :توفيق الحكيم

 

3. استعراض فصول المسرحية:

وفي الفصل الرابع :

نعود لنشهد أهل الكهف الثلاثة بداخل كهفهم بعد أن رجعوا اليه يائسين .ونسمع حواراً خافتاً بينهم يتحدثون فيه عن جوعهم وضعف قواهم ، وعن تذكرهم لما كان من أمر تيقظهم وذهابهم الى المدينه ، ثم عودتهم الى الكهف ويدور تساؤل فلسفي بينهم عن حقيقة ما كان أو خياليته ، وعن الفرق بين الحقيقه والحلم . ثم يموت "يمليخا" وهو يقسم بالمسيح أنه لا يعلم شيئاً ، ويتبعه "مرنوش" وهو غير مؤمن بشيء ويبقى مشلينا قليلاً يحتضر , ويشهد الله أنه مؤمن ، لأن له قلباً ... وبعد قليل تقبل عليه "بريسكا" ومؤدبها ، وحين تراه لم يمت بعد تفرح ، وتطلب من المؤدب أن يسرع باحضار شيء يعينه على مغالبة الموت ، وساعة يعود المؤدب بوعاء من اللبن  ، يكون مشلينا قد فارق الحياة تاركاً بريسكا تبكي ... وتصر الأميرة على أن تظل مع "مشلينا" الذي أحبته من كل قلبها والذي اعتقدت أنها ستلتقي به حياً في عالم آخر خالد .

 

وحين يناقضها في ذلك مؤدبها تذكره بما سبق أن علمها من أن العراف تنبأ لها بأنها سيتكون شبيهة "بريسكا" جدتها في التدين وفي الخلق كما تذكره بحلمها الذي تكرر والذي يؤكد أنها ستدفن حية.
 

وبعد قليل يقدم موكب الملك لاقامة حفل ديني بمناسبة ظهور هؤلاء القديسين ، ولرعاية الكهف وإقامة قبة على الشهداء الأطهار ، ويشرع المؤدب الى خارج الكهف حتى لا يفتقده الملك أو يراه في الداخل ، وتختبىء الأميرة في بعض تجاويف الكهف ، ثم يدخل الملك وبعض الرهبان ويتشاورون في وضع توابيت للموتى ، وفي سد الكهف أو تركه مفتوحاً .

 

 وينتهي الأمر بالأخذ بالرأي القائل بعدم صنع التوابيت لأن القديسين سيصعدون الى السماء ، وبسد الكهف ، ووضع معاول في داخله ، حتى يحمى أهل الكهف من الذين قد يريدون اقتحام مرقدهم ، وفي الوقت نفسه كي يستطيع القديسون فتح الكهف إذا ما استيقظوا وأرادوا الخروج كالمرة السابقة ، ويشير الملك إلى رجال الدين كي يقوموا بشعائرهم , ويطلب من "غالياس" أن يعلن للشعب أن الأميره لم تحضر الاحتفال لمرضها ، ثم يخلو المكان فتظهر "بريسكا" ويعود إليها "غالياس" في حذر ، ليبرىء ذمته ويتلقى آخر تعليماتها ، فتطلب اليه أن يهديء الملك ويعزيه وأن يشرح للناس تاريخها ، وحين يخبرها أنه سيعلم الناس من أمرها أنها امرأه قديسه ، ترفض وتطلب اليه أن يعلمهم أنها امرأه أحبت !! ثم يخرج "غالياس" ويغلق الكهف عليها وعلى الموتى !! (1)

 

 

1) احمد هيكل – الادب القصصي والمسرحي في مصر – دار المعارف بمصر –القاهره 1971 الطبعه الثالثه ص371-375.

 


المادة من اعداد الأستاذ: عبد الله عزايزه , أستاذ اللغة العربية في مدرسة دبورية الثانوية

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه 

 

تاريخ التحديث : نيسان 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية