التحوير الفني وقضية الزمن في مسرحية
 – أهل الكهف

للكاتب :توفيق الحكيم

 

5.الشخصيات في المسرحية بين الواقعية والرمزية:

ج. مرنوش :

إنسان عادي .. محدود العاطفه والفكر .. لا هم له غير المسؤوليات العائلية فهو زوج يسأل عن زوجته ، وأب يستفسر عن ابنه .. إرادته مقدره ، ومصالحه لا طموح لها ، ورغباته لا غرابة فيها .!

وهو ليس مسيحياً متمسكاً بالمسيحيه ، لأنه لم يولد كذلك ... فقد دخل الدين نتيجة حبه وزواجه ، فإذا انتهى السبب بطل عنده هذا الإيمان الذي لم يقتنع به . وهو لهذا يجد أن الدين أبعده عن زوجته وابنه ، ولم يستطع أن يعيدهما اليه أو يعيده اليهما .. ولهذا أيضاً استطاع أن يدرك حقيقة الموقف قبل صاحبيه فقد انقطعت صلته بالحياة قبلهما ، انقطعت بمجرد أن عرف وفاة الزوجه والابن بحكم الزمن ... فأصبح – على حد تعبير مشلينا "شيئاً لا يصلح لشيء" أما هو نفسه فيقول : هذه الحياة الجديدة لا مكان لنا فيها ، وأن هذه المخلوقات لا نفهمها . هؤلاء الناس غرباء ولا تستطيع هذه الثياب التي نحاكيهم بها أن تجعلنا منهم ...!

 

وبموت مرنوش مجرداً من كل شيء، بعد أن فقد أسرته وفقد ارتباطه بها وبأهله وعشيرته وجيرانه وأصدقائه ، يموت مجرداً من الفكر والعواطف والإيمان كافراً بكل شيء ... يموت عارياً كما ولد ... مادياً ومعنوياً وروحياً أيضاً ..!

ومع هذا فقد كان بطلاً ، سعى إلى انقاذ صديقه مضحياً بالعمل الذي أقدم عليه دون أن يقدر عواقبه أو يحسب حساب نتائجه وإن لم يكن مخلصاً في ذلك كل الإخلاص ..

يقول له مشلينا : " ما أعجب تركيب الإنسان ! فينا القوة أحياناً إلى حد العظمة والتضحية ، وفينا الضعف أحياناً إلى حد الحقاره والأنانية ...!"

ومرنوش أقرب الشخصيات جميعاً إلى " الواقعية " فهو يفكر ويشك ويغير مواقفه ويهدأ ويتقبل الأمر الواقع ، ولكنه على الرغم من أنه الممثل للعقل في المسرحية – آلة في يد الكاتب ورمز ولا زيادة.

 


المادة من اعداد الأستاذ: عبد الله عزايزه , أستاذ اللغة العربية في مدرسة دبورية الثانوية

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه 

 

تاريخ التحديث : نيسان 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية